تعريف الرياء وطرق علاجه
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد,
...............................
الرياء وما أدراك مالرياء :
أولا : مفهوم الرياء أو السمعة :
الرياء والسمعة لغة : الرياء في اللغة مشتق من الرؤية تقول : أ رأي الرجل : إذا أظهر عملا صالحا ليراه الناس ومنه قوله تعالى: { يراءون ويمنعون الماعون } { بطرا ورئاء الناس {
والسمعة مشتقة من سمّع يقول : سمّع الناس بعمله أي أظهره لهم بعد أن كان سرا .
الرياء والسمع اصطلاحا : أما مفهوم الرياء أو السمعة في اصطلاح الدعاة وعلماء السلوك والأخلاق : فهو إطلاع المسلم الناس على ما يصدر منه من الصالحات طلبا للمنزلة والمكانة عندهم أو طمعا في دنياهم فإن وقعت أمامهم ورأوها فذلك هو الرياء وإن لم تقع أمامهم لكنه حدثهم بها فتلك هي السمعة.
هو أيضا أن يظهر العبد عبادته أويحسّنها ليراه الناس فيمدحوه عليها.
والرياء :يكون فيما يرى من العمل:كالصلاة والصدقة والحج وغيرها.
أما السمعة:فتكون فيما يسمع:كقراءة القرآن والذكر والوعظ وغيرها.
أعاذنا الله وإياكم من الرياء والسمعة.
الدليل على تحريم الرياء:
قال الله تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " البينة: 5.
وقال تعالى: " لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى، كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ " البقرة: 264.
وقال تعالى: " يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً " النساء: 142.
وقال الله تعالى: " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون "
وقال الله تعالى: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً " .- سورة الكهف
وخوف رسولنا الكريم علينا منه بقوله:
((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟)) قالوا:بلى يارسول الله.قال: ((الشرك الخفييقوم الرجل فيصلي فيزين صلاتهلما يرى من نظر رجل)) رواه أحمد.
ومعنى أخوف أي :أشد خوفا.
والمسيح أي :الممسوح العين.
الدّجّال:الكذاب.
والشرك الخفي :سمي خفيالأنه عمل قلبي لا يعلمه إلا الله.
ومعنى يزين صلاته أي:يحسّنها بطول القيام والطمأنينة ونحو ذلك.
اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والسمعة وكل ماتبغضه وتكره يارب العالمين.
ما يتوهم أنه رياء وليس برياء؟
عن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه ؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن - رواه مسلم.
أنواع الرياء:
ذلك لأن الرياء له أنواع ودرجات، منها الظاهر الجلي كأن يعمل الإنسان عملاً ثم ينتظر ثناء الناس عليه، ومنه المتوسط كأن تقوم تصلي في جوف الليل تهجداً فيخطر في بالك لو أن فلاناً رآني الآن، ومنه الدقيق الخفي كأن يدخل عليك أحد في المثال السابق ويراك وأنت تصلي فتسر بذلك، وكلما ارتقيت في الصلة بالله تكشفت لك من نفسك أنواع أكثر دقة وخطورة من الرياء.
أما طرق العلاج من الرياء فهي:
1-مجاهدة النفس في الخلاص من الرياء . ولا يضرّ صاحبه مادام كارها له.
2-تذكّر عظمة الله وجلاله واستحقاقه وإخلاص العبادة له وحده.
3- تذكّر أن الرياء يحبط العمل الذي قارنه ويأثم صاحبه.
4-تذكّر الموت وسكراتهوالقبر وظلمتهواليوم الآخر وأهواله.
5-دعاء الله والألتجاء إليهفقد ورد في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : ((اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه)).
ألرجوع:
1. ألقران الكريم.
2. الكتب الستة.
3. الكتب الكبائر للامام الذهبي.
4. الكتاب الرياض الصالحين , تأليف الامام النووي , باب ألأمور المنهي عنها.
5. حبيب علي الجفري , صحيفة المصري اليوم , السبت ٠٤ أكتوبر ٢٠٠٨ - ٠٤ شوال ١٤٢٩.
6. الكتاب : آفات على الطريق, تأليف : الدكتور : السيد محمد نوح.
Disediakan Oleh:
Syeikh Muhd Mujahid Bin Sikh Nawawi,
Mahaad Qiraat Shoubra, Mesir.
Tiada ulasan:
Catat Ulasan